منتدى المتميزون
مرحبا بك في منتدى المتميزون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى المتميزون
مرحبا بك في منتدى المتميزون
منتدى المتميزون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رواية مريود (الجزء الاول)

اذهب الى الأسفل

رواية مريود (الجزء الاول) Empty رواية مريود (الجزء الاول)

مُساهمة  زقولو الخميس مارس 25, 2010 4:37 am


مريود
الطيب صالح

(1)

ملأ صدره بالهواء ، وترك وجهه يغتسل بنسيم الفجر . لكن روحه لم تنتعش . تريث قبل أن ينحدر في الأرض المسواة الممتدة ، وراءها غابات النخل ، ووراء ذلك النهر ، يلوح هنا وهنا بين فرجات الشجر . المنظر ، كأن محيميد يراه آخر مرة . وجهه متوتر كأنه يقاوم رغبة جارفة بالبكاء . أنظر يميناً . هناك . أين غابة الطلح الكثة التي كانوا يلعبون فيها أيام الطفولة ؟ رائحة البرم ، زهر الطلح ، خصوصاً أيام الفيضان . وهناك عند منعطف الدرب حذاء الجدول الكبير كانت تشمخ شجرة حراز ضخمة معرشة ، تلمع ثمارها الصفراء كأنها حلقان الذهب . ذلك الماء كان له طعم آخر . بلا غطاء ، ذلك السبيل ، عليه قرعة تتأرجح فوق الماء ، تضرب فم الزير يسرة ويمنة ، يشرب منه الغادي والرائح . من أقامه ؟ لا أحد يذكر . ولكنه لم يعدم أحدا يملأه صباح مساء . طعم الجلد المدبوغ ، طعم الماء في القربة المدلاه من الشعب في سقيفة جده . وطعم ماء النيل أيام الفيضان ، طعم الأخشاب المبتلة ، وأوراق الشجر ، والطين . طعم الموت . صافي في أماكن الرمل ، عكر في محلات الطين .
عصارة الحياة كلها في ود حامد . مشدد قبضته على المقبض العاجي ، مقبض عصى الأبنوس ، ومضى بعزم يضعف ويقوى . غريبة تلك العصا ، الآن ، كأنها أمرأة عارية وسط رجال. يس ملمسها ويتذكر مريم . ذلك الصوت . ذلك الشباب . ذلك الحلم . يخرج من داره كل يوم عند الفجر ، ويمشي هذا المشوار حتى النهر . يسبح ويعود مع الشروق . يحاول أن يوقظ الأشباح النائمة في روحه . أحيانا الحظ يؤاتيه ، فيسمع ويرى . الرؤى والأصوات كأنها تنبع من تحت قدميه وع خبط عصاه على الدرب . هنا كان مكان النورج أيام الحصاد . رائحة التبن . رائحة القمح . رائحة روث البقر . رائحة اللبن أول ما يحلب . رائحة النعناع . رائحة الليمون .
محجوب وعبد الحفيظ والطاهر وهو . يغمض عينيه . يراهم كما كانوا . متحركين أبدا ، يجرون ، يقفزون ، يتشعلقون ، ينطون من الفرح ، يتمرغون في الرمل ، يعيشون مثل الماء والهواء . ينقر بعصاه على جزع شجرة . يسمع ضحكة جده . يرة وجها ضاحكا . العينان الصغيرتان الغائرتان. الحنك الناتئ قليلا . الجبهة البارزة . الخدان المعصوصان . الفم الصغير . الشفتان الرقيقتان . وجه أسود ، ناعم السواد مثل القطيفة ، وعينان تزرقان وتخضران حسب الظروف والأحوال . لا يتخيله مفردا أبدا . دائما يراه في جماعة ، على يمينه مختار ود حسب الرسول ، وعلى يساره حمد ود حليمة ، في وسط الجمع . يتذكره الآن بخليط من الحزن والحقد . لقد إختاره دون سائر أبنائه ليكون ظلا له على الأرض ، وخلف له الدار وفروة الصلاة وإبريق النحاس ومسبحة من خشب الصندل ، وهذه العصا . ماذا تعكس المرآه الآن كان قد إجتاز الدرب الكبير المؤدي إلى السوق . رأى النخلة عند تقاطع الدروب فقصدها بلا تفكير . تهالك عندها وأسند قامته إلى جذعها . كانا مثل أخوين توأمين ، كأنهما أقتسما حصيلة أعمارهما بالتساوي ، فلا هو يصغر جده ، ولا الجد يصغر حفيده . ما كان أعجب ذلك ! يتسابقان ويصلان معا كتفا بكتف . يشركان للطير معاً ، ويصطادان السمك ، ويتباريان في تسلق مستعصيات النخل . يتصارعان ، يوما له ويوما عليه . يدخلان حلقة الرقص معا فلا يثبت أمامهما راقص أو مصفق ، وترقص الفتاة بين الجد وحفيده في دائرة جذب مغنطيسي مدمر . تكثف الحلقة ، ويشتد التصفيق ، وتتأرجح الراقصة ، كأنها مشدودة بخيوط غير مرئية ، بين قطبي البوصلة ، ترمي شعرها المعطر على وجه الماضي مرة وعلى وجه المستقبل مرة . يقتسمان الغنيمة فيما بينهما لا غالب ولا مغلوب . تلمع عيونهما ويزعقان ، بطيران في الهواء ويحطان مثل نسرين جارحين . ماكان أعجبه منظراً . لكن الحفيد في ذلك الصباح ، ذهب أبعد ، ولعل صوت الجد في تلك اللحظة ، كما يتخيل محيميد الآن ، لم يخل من رنة غيرة . حينئذٍ أحس نحوه بكراهية مريرة ، ولو أن القارب إنقلب بهم وغرق لما مد الحفيد في تلك اللحظة يدا لمساعدته . لقد تقفى أثره خطوة خطوة ، وصار مثله ، حذوك النعل بالنعل . كانت الفكرة تخطر لجده ، فإذا هي قد خطرت له في عين اللحظة ، ويقول أحدهما الجملة فيكملها الآخر ، ويتقاصصان أحلامهما فإذا هي تنبع من مصدر واحد . كان في نظره أشجع الناس وأكرم الناس وأذكى الناس وأكثرهم حكمة وهيبة . وكان أبوه أصغر الأبناء ، وأكثرهم خيبة أمل لأبيه وأكثرهم تعرضاً لسخريته. وكان الإبن الأكبر ، عبد لكريم أسطورة قائمة بذاتها قبل أن يظهر الحفيد . هو الذي سافر بالجمال محملة بالتمر إلى ديار الكبابيش ، وعاد يسوق أمامه قطعان الإبل والضأن . هو الذي جلب البضائع م حدود الريف وبلاد تقلي والفرتيت . هو الذي أضاف أرضاً إلى الأرض ، وبيوتا إلى البيوت ، وعمارة إلى العمارة . هو الذي أقام الديوان الكبير ، وجاء لأبيه بإبريق النحاس ذي النقوش ، ومسبحة الصندل ، وعصى الأبنوس ، وفروة الصلاة المعمولة من جلود ثلاثة نمور . كانا في الديوان وقت القيلولة حين جاء بنبا طلاقه وزواجه . قال لعمه نيابة عن جده إنه رجل باطل ، كل همه الجري وراء النساء . كان دون الخامسة عشرة وعمه في الأربعين . تضاربا والجد مستلق على سريره لا يقول شيئاً ، وكان الإبن يضرب أباه . بعد ذلك ذهب ولم يعد . وانفضوا كلهم واحدا واحداً . ولما مات الأب لم يحضره واحدا من أبنائه . وكان الحفيد قد ذهب أبعد ، فوصل بعد فوات الأوان . ما كان أعجب ذلك .
طغت خشخشة الجريد اليابس على الأصوات في خياله فانتبه . أصغى لجريدة النخلة في هبوب الريح مثل هيكل عظمي في أكفانه . شاخت الآن ، تلك النخلة كما شاخ هو ، وقد كانت في شبابها تثمر أبكر وتعطي أكثر ، من تمر السكوت العزيز ، زرعها بيديه منذ أربعين عاما ، وأطلق إسمها على مريم " القنديل " تسميه مريود ويسميها مريوم . رف طيف الصبا مثل برق في أفق بعيد ، وأحس للحظة عابرة ، مذاق الثمر ، ونهد مريم يضغط على صدره وهما متماسكان في الماء . كان ثغرها مثل برق يشيل ويحط . ينتظرانها هو ومحجوب خارج الحي في الصباح . ومعهما الجلباب والعمة والحذاء ، وما تلبس مريم أن تخلع هذا وتكتسي هذا فتتحول من بنت إلى ولد . كانت تتعام كأنها كانت تتذكر أشياء كانت تعرفها من زمن . ثلاثة أعوام والخدعة لم تنكشف . لم يتركوا حيلة لم يلجأوا إليها . ثم فارت الطبيعة فورتها ، وأخذ جسم مريم يذعن لنداء الحياة الأعمق . وذات يوم إستقرت عينا الناظر عليها وهي مدبرة عنه في حوش المدرسة . اعترفت في الحال كأنها كانت قد سئمت اللعبة . غضب أول الأمر ، ثم لاحت له وجوه الطرافة في الموضوع ، فأسرع إلى حاج عبدالصمد وعلي ود الشايب وبين يوم وليلة ، تحولت مريم ، تحت سلطان تيارات الطبيعة التي لا تقاوم إلى مخلوق آخر . أصبحت تغض طرفها ، وتتريث في مشيها ، وتخفض صوتها في الحديث ، ولم تعد تسبح معهم في النهر أو تلعب أو تعمل في الحقل . تحولت مريم بين عشية وضحاها بفعل مؤامرة الطيبعة والعرف الإجتماعي ، إلى أنثى وحسب . وكذلك حدث إنفجار في وجدان محيميد ، بدأ وضعه إذا مريم يتضح ويتحدد ، وأدرك أنها هي الإمتداد الطبيعي لوجوده ، وانها هي التي تعطيه إحساسه بنفسه وبموضعه في نظام الأشياء . يومذاك بدأ يتراجع عن الدور الذي كان جده يهيئه له ، وكان عليه أن يحارب بسلاحه هو ، فحارب بسلاح جده ، وانهزم ، وذهب ولم يعد إلا بعد أن غنتهى كل شيء . في تلك العشية ، حين حمل جثمان مريم في ذراعيه ، كان كأنه يعود القهقري إلى نقطة البدء ، حين كانت الإحتمالات جميعها قائمة . هل كان الطريفي يدرك ، وهو ينوح على حافة القبر ، أي ثمن باهظ يدفعه الإنسان حتى تتضح له حقيقة نفسه وحقيقة الأشياء ؟ هل يقوى على دفع الثمن ؟ هو ، محيميد قد دفع الثمن وأكثر . كل سبر في هذه الأرض التي أحبها ثم تنكر لها ، يشهد أنه قد دفع الثمن وأكثر .
هن هب واقفا بعزم ، أعضاؤه بعضها يأخذ بتلابيب بعض ، والألم في قلبه أعظم كثيرا من الألم في مفاصله وظهره وساقيه . خطا خطوة واحدة ، ثم ألتفت كمن يريد أن يقول كلمة أخيره . رفع رأسه إلى جريد النخلة اليابس . نعم إنها شاخت كما شاخ ، وشعرها سقط كما سقط شعره . نقر جذعها برفق بعصاه كأنه يواسيها ، وحياها مودعا بصوت مسموع . لا عجب فهي تعلم سره ونجواه . بعدها ظهر يضرب على الدرب حاملا يأسه صوب النهر .
راى ضوءاً خافتا على الضفة الأخرى ولم يكن ثمة صوت إلا تلاثغ الأمواج الصغيرة تتراكض عند قدميه . لا . ثمة صوت آخر . ذلك الأزيز الذي يصدر من النهر . أحيانا وهو يسبح ، يحس أنه لن يبالي إذا غستسلم لذلك النداء . لبث وقتا وهو يرمي الحجارة في الماء كما كان يفعل إذ كان طفلاً ، ويلتفت للأصوات الخافتة التي تصدر هنا وهناك مع تباشير الصباح . سمكة تنط وتغطس ، أو طائر ينتفض في عشه . وفجأة إرتعد جسمه كله كان الموت قد وضع يده الباردة على كتفيه . كاد يستسلم في ذلك الفجر . لم تكن سنه تزيد عن السابعة يوم ألقاه جده في ماء النهر يعلمه السباحة . أخذ يضرب بيديه ورجليه في الماء على غير هدى والجد على مبعده منه يناديه بصوت فيه قسوة " إسبح ، إسبح " كيف يسبح ؟ وأخذ يغطس ويقلع ، وكان طعم ماء النهر طعم الهلاك ، وصوت الجد كأنه صوت قدر أعمى " إسبح . إسبح " لا يدري ماذا حدث ، ولكنه يذكر لذعة شمس الصباح وهو يستيقظ على الشاطئ ويذكر ضحك جده . قال له إنه سبح بالفعل دون معونة ، ليس صوب الجد ولكن صوب الشاطئ ، كأنه تذكر فجأة شيئاً كان قد نسيه ، وقال له إنه سبح مثل التمساح العشاري ، صدره بارز فوق الماء مقدار ذراع . بعد ذلك أخذا يسبحان معا كل صباح ، وفي كل مرة يمعنان أكثر تجاه الشاطئ المقابل . كل صباح كأنه آخر صباح ، وكأن الموت يتربص له على قمة كل موجة . لكنه تعلم كيف يستمرئ ذلك الإحساس بالخوف والترقب والمجازفة ، ولذة الإنتصار على النهر حين تلمس قدماه الأرض في الماء الضحل ، ثم وهو يتمدد على حجرة القيف ويصطاد شعاع الشمس بين جفنيه . وذات صباح كاد ينهزم . قال له جده إن الوقت قد حان ليسبحا إلى الدوامة في منتصف النهر . ارتعد حين قال جده ذلك . كانت الدوامة التي يسمونها " الكونية " ملتقى تيارات رهيبة ، يتجنبها أطول السباحين باعا. إن الموت ولا شك يسكن في تلك البقعة من النهر ، مثل حيوان خرافي مروع ، ومع الخوف بدأ يحس لذة الخطر . ثم تماسك على نفسه وقد وطن نفسه على الخوض في المخاطرة حتى الموت . كان جده ينظر إليه وفي عينيه ذلك البريق . كان وجهه مقنعا بقناع الموت . فيما بعد ، حين كبر ، وأصبح أقدر على الفهم ، أدرك أن الشعور الذي ربط بينه وبين جده في تلك اللحظة ، قبيل الشروق ، على شاطئ النهر ، كان شعورا بالكراهية مثل لهب النار ، ولكن كما يكره الإنسان نفسه . لم يتكلم ، ولكنه قفز في الماء ، وقفز جده ، وأخذا يسبحان معا جنبا إلى جنب ، يفصل بينهما ذراعان أو ثلاثة ، خمسون عاما أو تزيد ، الماضي إزاء المستقبل ، كأنهما قدر واحد . كان ذهنه مرهفا مسيطرا على كل عضلة في جسمه . يذكر برودة الماء قريبا من الشاطئ ، ويذكر جذع نخلة طاف على يساره ، ويذكر غرابا ينعق صوب الشرق . ثم أحس بالماء دافئا وكأن كل خلية في جسمه تسمع وترى . وبدأ حس الدوامة يعلو والنداء يشتد . في برهة لمح وجه مريم وسمع صوتها ينادي " يا مريود . يا مريود " . وأخذ الصوتان يتجاذبانه . وأخذ صوت الدوامة الكونية يعلو حتى طغى على الأصوات كلها . لا يذكر أين كان جده حينئذٍ . إنقطع الحبل الذي كان يربط ما بينهما . أصبح وحده إزاء قدر يخصه هو . ثم حملته موجة إلى مركز الفوضى . كأن ألف برق برق ، وألف رعد رعد . ثم ساد صمت ليس كالصمت . أحس كأنه يجلس فوق عرش الفوضى مثل شعاع باهر مدمر . كأنه إله . وكان يريد أن يقتل ويدمر ويشعل حريقا في الكون كله ، ويقف وسط النار ويرقص ويتراقص اللهب حوله . لم يعد مسيطرا على قوى جسمه وحسب ، ولا على قوى النهر وحسب ، بل على كل إحتمالات المستقبل . الخوف جاء بعد ذلك . فتح عينيه كمن يخرج من كابوس ، ورأى أول ما رأى طيف مريم يرف فوقه . نظر فإذا هو قد سبح الشوط كله ، عبر الدوامة ، إلى الشاطئ الآخر . ورأى جده يقفل عائدا حيث أتى . يا الله . إنه فعل المستحيل . بذّ جده . سبح المسافة كلها من الجنوب إلى الشمال . نظر إلى جلد النهر يقشعر وسمع الصوت المرعب ، وأخذ ينتفض خوفا كما يخاف الناس العاديون ، من الجوع والوحدة والموت . جاء جده بقارب وعاد به إلى الشاطئ الجنوبي . كان يجدف ويتكلم ويضحك طول الطريق . سيحكي القصة لحمد ود حليمة ومختار ود حسب الرسول ، وسيقول بزهو كما يقول كل مرة ، محيميد صورة طبق الأصل مني ، الخالق الناطق . لكن الحفيد في ذلك الصباح ذهب ولم يعد . لم يفطر مع جده كما كانت عادتهم كل صباح بعد السباحة . لم يذهب وقت القيلولة ليقرأ له حتى ينام . لم يتعش ويسمر معه كما كان يفعل كل ليلة ، ولم يباكره في الصباح ليشرب معه الشاي ويحكي له أنباء الأعراس التي إرتادها بالليل مع أصدقائه محجوب والطاهر وعبد الحفيظ وسعيد ، والمغامرات والمعابثات والحماقات . وفي اليوم الرابع كان حقده على جده أنه رماه في وجه الموت قد خف ، ولما سمع صوت جده يناديه ، إمتلأ قلبه بالفرح ، وهش وقال نعم . ولعل كل شيء كان سيظل كما هو ، لولا أنه أحب مريم ، وجده قال لا .
فجأة سمع صوت حداء يطفو على وجه الماء ، وينتشر بين الضفتين ، صوتا قويا ممتلئا كأنه صوت الشباب ، قانعا بقسمته . والتفت فإذا قرن الشمس قد ذر ، وإذا بقارب يشق عباب الماء بعزم كأنما خرج من منبع الشروق ، وكأن الغناء العذب يعقد بين عناصر الطبيعة على عدوتي النهر بخيوط من حرير.

زقولو

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
الموقع : مصنع سكر حلفا الجديدة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى